إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستانمرموقتان للغاية أحدهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلاميةبينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر. ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم. وإنني ممتن لكم لحسنضيافتكم ولحفاوة شعب مصر. كما أنني فخور بنقل أطيب مشاعر الشعب الأميركي لكم مقرونةبتحية السلام من المجتمعات المحلية المسلمة في بلدي.. "السلام عليكم". إننا نلتقيفي وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وهو توتر تمتد جذورهإلى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن. وتشمل العلاقة ما بين الإسلام والغربقرونا سادها حسن التعايش والتعاون كما تشمل هذه العلاقة صراعات وحروبا دينية. وساهمالاستعمار خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين منالحقوق والفرص كما ساهم في ذلك الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذاتالأغلبية المسلمة بلا حق كأنها مجرد دول وكيلة لا يجب مراعاة تطلعاتها الخاصة. وعلاوة على ذلك حدا التغيير الكاسح الذي رافقته الحداثة والعولمة بالعديد منالمسلمين إلى اعتبار الغرب معاديا لتقاليد الإسلام. لقد استغل المتطرفون الذينيمارسون العنف هذه التوترات في قطاع صغير من العالم الإسلامي بشكل فعال. ثم وقعتأحداث 11 سبتمبر 2001 واستمر هؤلاء المتطرفون في مساعيهم الرامية إلى ارتكاب أعمالالعنف ضد المدنيين الأمر الذي حدا بالبعض في بلدي إلى اعتبار الإسلام معاديا لامحالة ليس فقط لأميركا وللبلدان الغربية وإنما أيضا لحقوق الإنسان. ونتج عن ذلكمزيد من الخوف وعدم الثقة. هذا وما لم نتوقف عن تحديد مفهوم علاقاتنا المشتركة منخلال أوجه الاختلاف فيما بيننا فإننا سنساهم في تمكين أولئك الذين يزرعون الكراهيةويرجحونها على السلام ويروجون للصراعات ويرجحونها على التعاون الذي من شأنه أنيساعد شعوبنا على تحقيق الازدهار. هذه هي دائرة الارتياب والشقاق التي يجب عليناإنهاءها. بداية جديدة لقد أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدةوالعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهي بداية مبنيةعلى أساس حقيقة أن أميركا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافسفيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالةوالتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان. إنني أقوم بذلك إدراكا مني بأن التغيير لا يحدثبين ليلة وضحاها. ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة كما لا يمكنني أنأقدم الإجابة على كافة المسائل المعقدة التي أدت بنا إلى هذه النقطة. غير أنني علىيقين من أنه يجب علينا من أجل المضي قدما أن نعبر بصراحة عما هو في قلوبنا وعما هولا يقال إلا وراء الأبواب المغلقة. كما يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع إلىبعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة. وينص القرآن الكريم على ما يلي "اتقوا الله وقولوا قولا سديدا". وهذا ما سوف أحاولبما في وسعي أن أفعله وأن أقول الحقيقة بكل تواضع أمام المهمة التي نحن بصددهااعتقادا مني كل الاعتقاد أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوىالفاصلة بيننا. تجربتي الشخصية يعود جزء من اعتقادي هذا إلى تجربتي الشخصية. إننيمسيحي بينما كان والدي من أسرة كينية تشمل أجيالا من المسلمين. ولما كنت صبيا قضيتعدة سنوات في اندونيسيا واستمعت إلى الأذان ساعات الفجر والمغرب. ولما كنت شاباعملت في المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو حيث وجد الكثير من المسلمين في عقيدتهمروح الكرامة والسلام. إنني أدرك بحكم دراستي للتاريخ أن الحضارة مدينة للإسلام الذيحمل معه في أماكن مثل جامعة الأزهر نور العلم عبر قرون عدة الأمر الذي مهد الطريقأمام النهضة الأوروبية وعصر التنوير. ونجد روح الابتكار الذي ساد المجتمعاتالإسلامية وراء تطوير علم الجبر وكذلك البوصلة المغناطسية وأدوات الملاحة وفنالأقلام والطباعة بالإضافة إلى فهمنا لانتشار الأمراض وتوفير العلاج المناسب لها. حصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة وقمم مستدقة عالية الارتفاع وكذلكعلى أشعار وموسيقى خالدة الذكر وفن الخط الراقي وأماكن التأمل السلمي. وأظهرالإسلام على مدى التاريخ قلبا وقالبا الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة مابين الأعراق. أعلم كذلك أن الإسلام كان دائما جزءا لا يتجزأ من قصة أميركا حيث كانالمغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأميركية. وبمناسبة قيام الرئيسالأميركي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس فقد كتب ذلك الرئيسأن "الولايات المتحدة لا تكن أي نوع من العداوة تجاه قوانين أو ديانة المسلمين أوحتى راحتهم". مساهمات المسلمين منذ عصر تأسيس بلدنا ساهم المسلمون الأميركيون فيإثراء الولايات المتحدة. لقد قاتلوا في حروبنا وخدموا في المناصب الحكومية ودافعواعن الحقوق المدنية وأسسوا المؤسسات التجارية كما قاموا بالتدريس في جامعاتناوتفوقوا في الملاعب الرياضية وفازوا بجوائز نوبل وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعاوأشعلوا الشعلة الاولمبية. وعندما تم أخيرا انتخاب أول مسلم أميركي إلى الكونغرسفقام ذلك النائب بأداء اليمين الدستورية مستخدما في ذلك نفس النسخة من القرآنالكريم التي احتفظ بها أحد أبائنا المؤسسين توماس جيفرسون في مكتبته الخاصة. إننيإذن تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام. ومن منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بأن الشراكة بين أميركا والإسلام يجب أنتستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتيكرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت. صورة أميركا لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أميركا لدى الآخرين ومثلما لاتنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية فان الصورة النمطية البدائيةللإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالح نفسها لا تنطبق على أميركا. وكانت الولاياتالمتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم. وقمنا من ثورة ضد إحدىالإمبراطوريات وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خلقوا سواسية كماسالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لإضفاء المعنى على هذه الكلمات بداخل حدودناوفي مختلف أرجاء العالم. وقد ساهمت كافة الثقافات من كل أنحاء الكرة الأرضية فيتكويننا تكريسا لمفهوم بالغ البساطة "من الكثير واحد." لقد تم تعليق أهمية كبيرةعلى إمكانية انتخاب شخص من أصل أميركي إفريقي يدعى باراك حسين أوباما إلى منصبالرئيس. ولكن قصتي الشخصية ليست فريدة إلى هذا الحد. ولم يتحقق حلم الفرص المتاحةللجميع بالنسبة لكل فرد في أميركا ولكن الوعد هو قائم بالنسبة لجميع من يصل إلىشواطئنا ويشمل ذلك ما يضاهي سبعة ملايين من المسلمين الأميركيين في بلدنا اليوم. ويحظى المسلمون الأميركيون بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدلالسكان. علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أميركا عن حرية إقامة الشعائرالدينية. كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ووجودأكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا. وأيضا السبب وراء خوض الحكومة الأميركية إجراءاتالمقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ومعاقبة من يتجرأ علىحرمانهن من ذلك الحق. الإسلام في أميركا ليس هناك أي شك من أن الإسلام هو جزء لايتجزأ من أميركا. وأعتقد أن أميركا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظرعن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية. وهي تطلعات العيش في ظل السلام والأمنوالحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتناومجتمعاتنا وكذلك لربنا. هذه هي قواسمنا المشتركة وهي تمثل أيضا أمال البشريةجمعاء. يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البدايةلمهمتنا. أن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا ولن نسد هذه الاحتياجاتإلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين المقبلة وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التينواجهها هي تحديات مشتركة وإذا أخفقنا في التصدي لها سوف يلحق ذلك الأذى بنا جميعا. لقد تعلمنا من تجاربنا الأخيرة ما يحدث من إلحاق الضرر بالرفاهية في كل مكان إذاضعف النظام المالي في بلد واحد. وإذا أصيب شخص واحد بالأنفلونزا فيعرض ذلك الجميعللخطر. وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فيزداد خطر وقوع هجوم نوويبالنسبة لكل الدول. وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة يعرض ذلكالناس من وراء البحار للخطر. وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلكوصمة في ضميرنا المشترك. هذا هو معنى التشارك في هذا العالم بالقرن الحادي والعشرينوهذه هي المسؤولية التي يتحملها كل منا تجاه الآخر كأبناء البشرية. إنها مسؤوليةتصعب مباشرتها وكان تاريخ البشرية في كثير من الأحيان بمثابة سجل من الشعوبوالقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة تحقيق مصلحتها الخاصة. ولكن في عصرنا الحديثتؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس ونظرا إلى الاعتماد الدوليالمتبادل فأي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشللا محالة. وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبدا سجناءلأحداث قد مضت. إنما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدمبصفة مشتركة. لا يعني ذلك بالنسبة لنا أن نفضل التغاضي عن مصادر التوتر وفي الحقيقةفان العكس هو الأرجح. يجب علينا مجابهة هذه التوترات بصفة مفتوحة. واسمحوا ليانطلاقا من هذه الروح أن أتطرق بمنتهى الصراحة وأكبر قدر ممكن من البساطة إلى بعضالأمور المحددة التي أعتقد أنه يتعين علينا مواجهتها في نهاية المطاف بجهد مشترك. مجابهة التطرف إن المسألة الأولى التي يجب أن نجابهها هي التطرف العنيف بكافةأشكاله. وقد صرحت بمدينة أنقرة بكل وضوح أن أميركا ليست ولن تكون أبدا في حالة حربمع الإسلام. وعلى أية حال سوف نتصدى لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديدا جسيمالأمننا. والسبب هو أننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات.. قتل الأبرياء من الرجالوالنساء والأطفال. ومن واجباتي كرئيس أن أتولى حماية الشعب الأميركي. يبين الوضع فيأفغانستان أهداف أميركا وحاجتنا إلى العمل المشترك. وقبل أكثر من سبع سنوات قامتالولايات المتحدة بملاحقة تنظيم القاعدة ونظام طالبان بدعم دولي واسع النطاق. لمنذهب إلى هناك باختيارنا وإنما بسبب الضرورة. إنني على وعي بالتساؤلات التي يطرحهاالبعض بالنسبة لأحداث 11 سبتمبر أو حتى تبريرهم لتلك الأحداث. ولكن دعونا أن نكونصريحين. قام تنظيم القاعدة بقتل ما يضاهي 3000 شخص في ذلك اليوم. وكان الضحايا منالرجال والنساء والأطفال الأبرياء. ورغم ذلك اختارت القاعدة بلا ضمير قتل هؤلاءالأبرياء وتباهت بالهجوم وأكدت إلى الآن عزمها على ارتكاب القتل مجددا وبأعدادضخمة. أن هناك للقاعدة من ينتسبون لها في عدة بلدان وممن يسعون إلى توسعة نطاقأنشطتهم. وما أقوله ليس بآراء قابلة للنقاش وإنما هي حقائق يجب معالجتها. أفغانستانولا بد أن تكونوا على علم بأننا لا نريد من جيشنا أن يبقى في أفغانستان ولا نسعىلإقامة قواعد عسكرية هناك. خسائرنا بين الشباب والشابات هناك تسبب لأميركا بالغالأذى. كما يسبب استمرار هذا النزاع تكاليف باهظة ومصاعب سياسية جمة. ونريد بكلسرور أن نرحب بكافة جنودنا وهم عائدون إلى الوطن إذا استطعنا أن نكون واثقين من عدموجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان والذين يحرصون على قتل أكبر عددممكن من الأميركيين. ورغم ذلك كله لن تشهد أميركا أي حالة من الضعف لإرادتها. ولاينبغي على أحد منا أن يتسامح مع أولئك المتطرفين. لقد مارسوا القتل في كثير منالبلدان. لقد قتلوا أبناء مختلف العقائد ومعظم ضحاياهم من المسلمين. إن أعمالهم غيرمتطابقة على الإطلاق مع كل من حقوق البشر وتقدم الأمم والإسلام. وينص القرآن الكريمعلى أن "من قتل نفسا بغير حق أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياهافكأنما أحيا الناس جميعا" ولا شك أن العقيدة التي يتحلى بها أكثر من مليار مسلمتفوق عظمتها بشكل كبير الكراهية الضيقة التي يكنها البعض. إن الإسلام ليس جزءا منالمشكلة المتلخصة في مكافحة التطرف العنيف وإنما يجب أن يكون الإسلام جزءا من حلهذه المشكلة. علاوة على ذلك نعلم أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل فيكل من أفغانستان وباكستان. ولذلك وضعنا خطة لاستثمار 1.5 مليار دولار سنويا على مدىالسنوات الخمس المقبلة لإقامة شراكة مع الباكستانيين لبناء المدارس والمستشفياتوالطرق والمؤسسات التجارية وكذلك توفير مئات الملايين لمساعدة النازحين. وهذا أيضاالسبب وراء قيامنا بتخصيص ما يربو على 2.8 مليار دولار لمساعدة الأفغان على تنميةاقتصادهم وتوفير خدمات يعتمد عليها الشعب. العراق اسمحوا لي أيضا أن أتطرق إلىموضوع العراق. لقد اختلف الوضع هناك عن الوضع في أفغانستان حيث وقع القرار بحربالعراق بصفة اختيارية مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج. ورغماعتقادي بأن الشعب العراقي في نهاية المطاف هو الطرف الكاسب في معادلة التخلص منالطاغية صدام حسين إلا أنني أعتقد أيضا أن أحداث العراق قد ذكرت أميركا بضرورةاستخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكنا. وفي الحقيقة فإننا نستذكركلمات أحد كبار رؤسائنا توماس جيفرسون الذي قال "إنني أتمنى أن تنمو حكمتنا بقدر ماتنمو قوتنا وأن تعلمنا هذه الحكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قلاستخدامها." تتحمل أميركا اليوم مسؤولية مزدوجة تتلخص في مساعدة العراق على بناءمستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين. إنني أوضحت للشعب العراقي أننا لا نسعى لإقامةأية قواعد في العراق أو لمطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده. يتمتع العراقبسيادته الخاصة به بمفرده. لذا أصدرت الأوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهرأغسطس/آب المقبل ولذا سوف نحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبةبأسلوب ديموقراطي والذي يقتضي سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهريوليو/تموز وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012. سوف نساعد العراق على تدريبقواته الأمنية وتنمية اقتصاده. ولكننا سنقدم الدعم للعراق الأمن والموحد بصفتناشريكا له وليس بصفة الراعي. وأخيرا مثلما لا يمكن لأميركا أن تتسامح مع عنفالمتطرفين فلا يجب علينا أن نقوم بتغيير مبادئنا أبدا. قد ألحقت أحداث 11سبتمبر/أيلول إصابة ضخمة ببلدنا حيث يمكن تفهم مدى الخوف والغضب الذي خلفته تلكالأحداث ولكن في بعض الحالات أدى ذلك إلى القيام بأعمال تخالف مبادئنا. إننا نتخذإجراءات محددة لتغيير الاتجاه. وقد قمت بمنع استخدام أساليب التعذيب من قبلالولايات المتحدة منعا باتا كما أصدرت الأوامر بإغلاق السجن في خليج غوانتانامو معحلول مطلع العام المقبل. نحن في أميركا سوف ندافع عن أنفسنا محترمين في ذلك سيادةالدول وحكم القانون. وسوف نقوم بذلك في إطار الشراكة بيننا وبين المجتمعاتالإسلامية التي يحدق بها الخطر أيضا لأننا سنحقق مستوى أعلى من الأمن في وقت أقربإذا نجحنا بصفة سريعة في عزل المتطرفين مع عدم التسامح معهم داخل المجتمعاتالإسلامية. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أما المصدر الرئيسي الثاني للتوتر الذي أودمناقشته هو الوضع ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي. إن متانةالأواصر الرابطة بين أميركا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع. ولا يمكن قطع هذهالأواصر أبدا وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهودفي وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه. لقد تعرضاليهود على مر القرون للاضطهاد وتفاقمت أحوال معاداة السامية في وقوع المحرقة التيلم يسبق لها عبر التاريخ أي مثيل. وإنني سوف أقوم غدا بزيارة معسكر بوخنفالد الذيكان جزءا من شبكة معسكرات الموت التي استخدمت لاسترقاق وتعذيب وقتل اليهود رميابالأسلحة النارية وتسميما بالغازات. لقد تم قتل 6 ملايين من اليهود يعني أكثر منإجمالي عدد اليهود بين سكان إسرائيل اليوم. إن نفي هذه الحقيقة هو أمر لا أساس لهوينم عن الجهل وبالغ الكراهية. كما أن تهديد إسرائيل بتدميرها أو تكرار الصورالنمطية الحقيرة عن اليهود هما أمران ظالمان للغاية ولا يخدمان إلا غرض استحضار تلكالأحداث الأكثر إيذاء إلى أذهان الإسرائيليين وكذلك منع حلول السلام الذي يستحقهسكان هذه المنطقة. أما من ناحية أخرى، فلا يمكن نفي أن الشعب الفلسطيني مسلمينومسيحيين قد عانوا أيضا في سعيهم إلى إقامة وطن خاص لهم. وقد تحمل الفلسطينيون ألامالنزوح على مدى أكثر من 60 سنة حيث ينتظر العديد منهم في الضفة الغربية وغزةوالبلدان المجاورة لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن هذه الحياة التي لميستطيعوا عيشها حتى الآن. يتحمل الفلسطينيون الإهانات اليومية صغيرة كانت أم كبيرةوالتي هي ناتجة عن الاحتلال. وليس هناك أي شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ولنتدير أميركا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجودالفرص ودولة خاصة بهم. لقد استمرت حالة الجمود لعشرات السنوات. شعبان لكل منهماطموحاته المشروعة ولكل منهما تاريخ مؤلم يجعل من التراضي أمرا صعب المنال. إن توجيهاللوم أمر سهل إذ يشير الفلسطينيون إلى تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريدللفلسطينيين ويشير الإسرائيليون إلى العداء المستمر والاعتداءات التي يتعرضون لهاداخل حدود إسرائيل وخارج هذه الحدود على مدى التاريخ. ولكننا إذا نظرنا إلى هذاالصراع من هذا الجانب أو من الجانب الآخر فإننا لن نتمكن من رؤية الحقيقة. لأنالسبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهماالإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا فيسلام وأمن. مصلحة إسرائيل وفلسطين إن هذاالسبيل يخدم مصلحة إسرائيل ومصلحة فلسطين ومصلحة أميركا ولذلك سوف أسعى شخصياًللوصول إلى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة. إنالالتزامات التي وافق عليها الطرفان بموجب خريطة الطريق هي التزامات واضحة. لقد آنالأوان من أجل إحلال السلام لكي يتحمل الجانبان مسؤولياتهما ولكي نتحمل جميعنامسؤولياتنا كذلك. يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف أن المقاومة عن طريقالعنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح. لقد عانى السود في أميركا طوال قرونمن الزمن من سوط العبودية ومن مهانة التفرقة والفصل بين البيض والسود ولكن العنف لميكن السبيل الذي مكنهم من الحصول على حقوقهم الكاملة والمتساوية بل كان السبيل إلىذلك إصرارهم وعزمهم السلمي على الالتزام بالمثل التي كانت بمثابة الركيزة التياعتمد عليها مؤسسو أميركا وهذا هو ذات التاريخ الذي شاهدته شعوب كثيرة تشمل شعبجنوب أفريقيا وجنوب أسيا وأوروبا الشرقية وإندونيسيا. وينطوي هذا التاريخ على حقيقةبسيطة ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود وأن إطلاق الصواريخ على الأطفالالإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعةأو عن القوة ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق مثل هذه الأعمال إذ يؤديهذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة. والآن على الفلسطينيين تركيز اهتمامهم علىالأشياء التي يستطيعون انجازها ويجب على السلطة الفلسطينية تنمية قدرتها على ممارسةالحكم من خلال مؤسسات تقدم خدمات للشعب وتلبي احتياجاته أن تنظيم حماس يحظى بالدعممن قبل بعض الفلسطينيين ولكنه يتحمل مسؤوليات كذلك ويتعين على تنظيم حماس حتى يؤديدوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني أن يضع حداً للعنف وأنيعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق إسرائيل في البقاء. آن الأوان لوقفالمستوطنات وفي نفس الوقت يجب على الإسرائيليين الإقرار بأن حق فلسطين في البقاء هوحق لا يمكن إنكاره مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء. إن الولايات المتحدةلا تقبل مشروعية من يتحدثون عن إلقاء
إسرائيل في البحر كما أننا لا نقبل مشروعيةاستمرار المستوطنات الإسرائيلية. إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقةوتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات. كما يجب على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها لتأمين تمكين الفلسطينيين من أن يعيشواويعملوا ويطوروا مجتمعهم. لأن أمن إسرائيل لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية فيغزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك أو عن طريق انعدام الفرص في الضفة الغربية. إن التقدم في الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجب أن يكون جزءا منالطريق المؤدي للسلام ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتحقيق مثل هذاالتقدم. وأخيرا يجب على الدول العربية أن تعترف بأن مبادرة السلام العربية كانتبداية هامة وأن مسؤولياتها لا تنتهي بهذه المبادرة كما ينبغي عليها أن لا تستخدمالصراع بين العرب وإسرائيل لإلهاء الشعوب العربية عن مشاكلها الأخرى بل يجب أن تكونهذه المبادرة سببا لحثهم على العمل لمساعدة الشعب الفلسطيني على تطوير مؤسساته التيسوف تعمل على مساندة الدولة الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على الاعترافبشرعية إسرائيل واختيار سبيل التقدم بدلا من السبيل الانهزامي الذي يركز الاهتمامعلى الماضي. سوف تنسق أميركا سياساتنا مع سياسات أولئك الذين يسعون من أجل السلاموسوف تكون تصريحاتنا التي تصدر علنا هي ذات التصريحات التي نعبر عنها في اجتماعاتناالخاصة مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب. إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ويدرككثيرون من المسلمين في قرارة أنفسهم أن إسرائيل لن تختفي وبالمثل يدرك الكثيرون منالإسرائيليين أن دولة فلسطينية أمر ضروري. لقد آن الأوان للقيام بعمل يعتمد علىالحقيقة التي يدركها الجميع. لقد تدفقت دموع الكثيرين وسالت دماء الكثيرين وعليناجميعا تقع مسئولية العمل من أجل ذلك اليوم الذي تستطيع فيه أمهات الإسرائيليينوالفلسطينيين مشاهدة أبنائهم يتقدمون في حياتهم دون خوف وعندما تصبح الأرض المقدسةالتي نشأت فيها الأديان الثلاث العظيمة مكانا للسلام الذي أراده الله لها وعندماتصبح مدينة القدس وطنا دائما لليهود والمسيحيين والمسلمين المكان الذي يستطيع فيهأبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتعايشوا في سلام تماما كما ورد في قصة الإسراءعندما أقام الأنبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم السلام. الأسلحة النووية إنالمصدر الثالث للتوتر يتعلق باهتمامنا المشترك بحقوق الدول ومسؤولياتها بشأنالأسلحة النووية. لقد كان هذا الموضوع مصدرا للتوتر الذي طرأ مؤخرا على العلاقاتبين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية التي ظلت لسنوات كثيرة تعبر عنهويتها من خلال موقفها المناهض لبلدي والتاريخ بين بلدينا تاريخ عاصف بالفعل إذلعبت الولايات المتحدة في إبان فترة الحرب الباردة دورا في الإطاحة بالحكومةالإيرانية المنتخبة بأسلوب ديموقراطي. أما إيران فإنها لعبت دورا منذ قيام الثورةالإسلامية في أعمال اختطاف الرهائن وأعمال العنف ضد القوات والمدنيين الأميركيين. هذا التاريخ تاريخ معروف. لقد أعلنت بوضوح لقادة إيران وشعب إيران أن بلدي بدلا منأن يتقيد بالماضي يقف مستعدا للمضي قدما. والسؤال المطروح الآن لا يتعلق بالأمورالتي تناهضها إيران ولكنه يرتبط بالمستقبل الذي تريد إيران أن تبنيه. إن التغلب علىفقدان الثقة الذي استمر لعشرات السنوات سوف يكون صعبا ولكننا سوف نمضي قدما مسلحينبالشجاعة واستقامة النوايا والعزم. سيكون هناك الكثير من القضايا التي سيناقشهاالبلدان ونحن مستعدون للمضي قدما دون شروط مسبقة على أساس الاحترام المتبادل. إنالأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النووية أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلبالحسم وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أميركا ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قديدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر ويدمر النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحةالنووية. إنني مدرك أن البعض يعترض على حيازة بعض الدول لأسلحة لا توجد مثلها لدىدول أخرى ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية وهذا هو سببقيامي بالتأكيد مجددا وبشدة على التزام أميركا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي منالدول للأسلحة النووية وينبغي على أية دولة بما في ذلك إيران أن يكون لها حق الوصولإلى الطاقة النووية السلمية إذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشارالأسلحة النووية وهذا الالتزام هو التزام جوهري في المعاهدة ويجب الحفاظ عليه منأجل جميع الملتزمين به. الديموقراطية إن الموضوع الرابع الذي أريد أن أتطرق إليه هوالديموقراطية. إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب ويحترم حكم القانون وحقوق جميعالبشر هو النظام الذي أؤمن به. وأعلم أن جدلا حول تعزيز الديموقراطية وحقوق جميعالبشر كان يدور خلال السنوات الأخيرة وأن جزءا كبيرا من هذا الجدل كان متصلا بالحربفي العراق. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي. لا يمكن لأية دولة ولا ينبغيعلى أية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى. ومع ذلك لن يقلل ذلك منالتزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ فيكل دولة وفقا لتقاليد شعبها. إن أميركا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبةللجميع كما أننا لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التينختارها ومع ذلك يلازمني اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبيرعن أفكارهم وأرائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم ويتطلعون للشعور بالثقة في حكمالقانون وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومةوامتناعها عن نهب أموال الشعب ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة. إن هذهالأفكار ليست أفكار أميركا فحسب بل هي حقوق إنسانية وهي لذلك الحقوق التي سوفندعمها في كل مكان. لا يوجد طريق سهل ومستقيم لتلبية هذا الوعد ولكن الأمر الواضحبالتأكيد هو أن الحكومات التي تحمي هذه الحقوق هي في نهاية المطاف الحكومات التيتتمتع بقدر أكبر من الاستقرار والنجاح والأمن. إن قمع الأفكار لا ينجح أبدا فيالقضاء عليها. إن أميركا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عنأرائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لآرائنا وسوف نرحببجميع الحكومات السلمية المنتخبة شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم. هذه النقطة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديموقراطية إلا عندما يكونون خارجمراكز السلطة ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلىالسلطة. إن الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب وتدار بواسطة الشعب هي المعيارالوحيد لجميع من يشغلون مراكز السلطة بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذهالحكومة ممارسة مهامها. إذ يجب على الحكام أن يمارسوا سلطاتهم من خلال الاتفاق فيالرأي وليس عن طريق الإكراه ويجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات وأن يعطوامصالح الشعب الأولوية على مصالح الحزب الذي ينتمون إليه. الحرية الدينية أماالموضوع الخامس الذي يجب علينا الوقوف أمامه معا فهو موضوع الحرية الدينية. إنالتسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام. لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلافي إندونيسيا إذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبيةيمارسون طقوسهم الدينية بحرية. إن روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجهاليوم إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدانبحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياةالقائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التييختارونها لأنفسهم لأن روح التسامح هذه ضرورية لازدهار الدين ومع ذلك تواجه روحالتسامح هذه تحديات مختلفة. ثمة توجه في بعض أماكن العالم الإسلامي ينزع إلى تحديدقوة عقيدة الشخص وفقا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر. ان التعددية الدينية هي ثروة يجبالحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر ويجب إصلاحخطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنيين والشيعيين قد أدىإلى عنف مأساوي ولاسيما في العراق. إن الحرية الدينية هي الحرية الأساسية التي تمكنالشعوب من التعايش ويجب علينا دائما أن نفحص الأساليب التي نتبعها لحماية هذهالحرية فالقواعد التي تنظم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة على سبيل المثالأدت إلى تصعيب تأدية فريضة الزكاة بالنسبة للمسلمين وهذا هو سبب التزامي بالعمل معالأميركيين المسلمين لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة. وبالمثل من الأهميةبمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم منالتعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا فعلى سبيل المثال عن طريق فرضالثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها. إننا ببساطة لا نستطيع التظاهربالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين. ينبغي أن يكون الإيمان عاملاللتقارب فيما بيننا ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أميركا منشأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود. إننا لذلك نرحب بالجهودالمماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الأديان كما نرحب بالموقفالريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات. إننا نستطيع أن نقوم بجهود حولالعالم لتحويل حوار الأديان إلى خدمات تقدمها الأديان يكون من شأنها بناء الجسورالتي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم إلى تأدية أعمال تدفع إلى الأمام عجلة التقدملجهودنا الإنسانية المشتركة سواء كان ذلك في مجال مكافحة الملاريا في أفريقيا أوتوفير الإغاثة في أعقاب كارثة طبيعية. حقوق المرأة إن الموضوع السادس الذي أريدالتطرق إليه هو موضوع حقوق المرأة. أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع وأرفض الرأيالذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا منغيرها ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة. إنالبلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر منالرفاهية وهذا ليس من باب الصدفة. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح. إن قضايا مساواةالمرأة ليست ببساطة قضايا للإسلام وحده لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها منالمسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلادش واندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد. وفي نفس الوقت يستمر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياةالأميركية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبيةسكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهنعلى السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيقأحلامهم. باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات إلى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لهاأبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال إتاحة الفرصة لجميعالرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من انجازات. أنا لا أعتقد أن علىالمرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما أحترم كلامرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأةنفسها. التنمية الاقتصادية وأخيرا أريد أن أتحدث عن التنمية الاقتصادية وتنميةالفرص. أعلم أن الكثيرين يشاهدون تناقضات في مظاهر العولمة لان شبكة الانترنتوقنوات التليفزيون لديها قدرات لنقل المعرفة والمعلومات ولديها كذلك قدرات لبثمشاهد جنسية منفرة وفظة وعنف غير عقلاني وباستطاعة التجارة أن تأتي بثروات وفرصجديدة ولكنها في ذات الوقت تحدث في المجتمعات اختلال وتغييرات كبيرة وتأتي مشاعرالخوف في جميع البلدان حتى في بلدي مع هذه التغييرات. وهذا الخوف هو خوف من أن تؤديالحداثة إلى فقدان السيطرة على خياراتنا الاقتصادية وسياساتنا والاهم من ذلك علىهوياتنا وهي الأشياء التي نعتز بها في مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي تقاليدنا وفيعقيدتنا. ولكني أعلم أيضا أن التقدم البشري لا يمكن إنكاره فالتناقض بين التطوروالتقاليد ليس أمرا ضروريا إذ تمكنت بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية من تنميةأنظمتها الاقتصادية والحفاظ على ثقافتها المتميزة في ذات الوقت. وينطبق ذلك علىالتقدم الباهر الذي شاهده العالم الإسلامي من كوالالمبور إلى دبي لقد أثبتتالمجتمعات الإسلامية منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركزالطليعة في الابتكار والتعليم. وهذا أمر هام إذ لا يمكن أن تعتمد أية إستراتيجيةللتنمية على الثروات المستخرجة من تحت الأرض ولا يمكن إدامة التنمية مع وجودالبطالة في أوساط الشباب. لقد استمتع عدد كبير من دول الخليج بالثراء المتولد عنالنفط وتبدأ بعض هذه الدول الآن بالتركيز على قدر أعرض من التنمية ولكن علينا جميعاأن ندرك أن التعليم والابتكار سيكونان مفتاحا للثروة في القرن الواحد والعشرين. إنني أؤكد على ذلك. في بلدي كانت أميركا في الماضي تركز اهتمامها على النفط والغازفي هذا الجزء من العالم ولكننا نسعى الآن للتعامل مع أمور تشمل أكثر من ذلك. فيمايتعلق بالتعليم سوف نتوسع في برامج التبادل ونرفع من عدد المنح الدراسية مثل تلكالتي أتت بوالدي إلى أميركا وسوف نقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأميركيينعلى الدراسة في المجتمعات الإسلامية وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصاللتدريب في أميركا وسوف نستثمر في سبل التعليم الافتراضي للمعلمين والتلاميذ فيجميع أنحاء العالم عبر الفضاء الالكتروني وسوف نستحدث شبكة الكترونية جديدة لتمكينالمراهقين والمراهقات في ولاية كنساس من الاتصال المباشر مع نظرائهم في القاهرة. وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية سوف نستحدث هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعينلتكوين شراكة مع نظرائهم في البلدان التي يشكل فيها المسلمون أغلبية السكان وسوفأستضيف مؤتمر قمة لأصحاب المشاريع المبتكرة هذا العام لتحديد كيفية تعميق العلاقاتبين الشخصيات القيادية في مجال العمل التجاري والمهني والمؤسسات وأصحاب المشاريعالمبتكرة الاجتماعية في الولايات المتحدة وفي المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاءالعالم. وفيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا سوف نؤسس صندوقا ماليا جديدا لدعمالتنمية والتطور التكنولوجي في البلدان التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكانوللمساهمة في نقل الأفكار إلى السوق حتى تستطيع هذه البلدان استحداث فرص للعمل وسوفنفتتح مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا وسوف نعينموفدين علميين للتعاون في برامج من شأنها تطوير مصادر جديدة للطاقة واستحداث فرصخضراء للعمل لا تضر بالبيئة وسبل لترقيم السجلات وتنظيف المياه وزراعة محاصيلجديدة. واليوم أعلن عن جهود عالمية جديدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي للقضاء على مرضشلل الأطفال وسوف نسعى من أجل توسيع الشراكة مع المجتمعات الإسلامية لتعزيز صحةالأطفال والأمهات. يجب انجاز جميع هذه الأمور عن طريق الشراكة. إن الأميركيينمستعدون للعمل مع المواطنين والحكومات ومع المنظمات الأهلية والقيادات الدينيةوالشركات التجارية والمهنية في المجتمعات الإسلامية حول العالم من أجل مساعدةشعوبنا في مساعيهم الرامية لتحقيق حياة أفضل. إن معالجة الأمور التي وصفتها لن تكونسهلة ولكننا نتحمل معا مسؤولية ضم صفوفنا والعمل معا نيابة عن العالم الذي نسعى منأجله وهو عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا. عالم تعود فيه القوات الأميركية إلىديارها. عالم ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمان في دولة لكل منهم. وعالمتستخدم فيه الطاقة النووية لأغراض سلمية. وعالم تعمل فيه الحكومات على خدمةالمواطنين. وعالم تحظى فيه حقوق جميع البشر بالاحترام. هذه هي مصالحنا المشتركةوهذا هو العالم الذي نسعى من أجله والسبيل الوحيد لتحقيق هذا العالم هو العمل معا. أعلم أن هناك الكثيرين من المسلمين وغير المسلمين الذين تراودهم الشكوك حول قدرتناعلى استهلال هذه البداية وهناك البعض الذين يسعون إلى تأجيج نيران الفرقة والانقساموالوقوف في وجه تحقيق التقدم ويقترح البعض أن الجهود المبذولة في هذا الصدد غيرمجدية ويقولون إن الاختلاف فيما بيننا أمر محتم وأن الحضارات سوف تصطدم حتما وهناكالكثيرون كذلك الذين يتشككون ببساطة في إمكانية تحقيق التغيير الحقيقي.. فالمخاوفكثيرة وانعدام الثقة كبير. ولكننا لن نتقدم أبدا إلى الأمام إذا اخترنا التقيدبالماضي. إن الفترة الزمنية التي نعيش فيها جميعا مع بعضنا البعض في هذا العالم هيفترة قصيرة والسؤال المطروح علينا هو هل سنركز اهتمامنا خلال هذه الفترة الزمنيةعلى الأمور التي تفرق بيننا أم سنلتزم بجهود مستديمة للوصول إلى موقف مشترك وتركيزاهتمامنا على المستقبل الذي نسعى إليه من أجل أبنائنا واحترام كرامة جميع البشر. هذه الأمور ليست أمورا سهلة. إن خوض الحروب أسهل من إنهائها كما أن توجيه اللومللآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا كما أن ملاحظة الجوانب التي نختلففيها مع الآخرين أسهل من العثور على الجوانب المشتركة بيننا ولكل دين من الأديانقاعدة جوهرية تدعونا لان نعامل الناس مثلما نريد منهم أن يعاملونا وتعلو هذهالحقيقة على البلدان والشعوب وهي عقيدة ليست بجديدة وهي ليست عقيدة السود أو البيضأو السمر وليست هذه العقيدة مسيحية أو مسلمة أو يهودية. هي عقيدة الإيمان الذي بدأتنبضاتها في مهد الحضارة والتي لا زالت تنبض اليوم في قلوب ألاف الملايين من البشر. هي الإيمان بالآخرين. الإيمان الذي أتى بي إلى هنا اليوم. إننا نملك القدرة علىتشكيل العالم الذي نسعى من أجله ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمةلاستحداث هذه البداية الجديدة اخذين بعين الاعتبار ما كتب في القرآن الكريم. "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا." ونقرأ فيالتلمود ما يلي. "إن الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام." ويقول لناالكتاب المقدس. "هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعونَ." باستطاعة شعوبالعالم أن تعيش معا في سلام. إننا نعلم أن هذه رؤية الرب وعلينا الآن أن نعمل علىالأرض لتحقيق هذه الرؤية. شكرا لكم والسلام عليكم.